من روائع الشعر الفصيح (العصر الأموي)1ـ مسكين الدارمي

من روائع الشعر الفصيح (العصر الأموي)1ـ مسكين الدارمي

 


 من روائع الشعر الفصيح (العصر الأموي)1
                        مسكين الدارمي

 هو ربيعة بن عامر التميمي وسُمّي الدارمي نسبة إلى دارم أحد أجداده. هو شاعر أموي.

سُمي مسكين لقوله:

أنا مسكين لمن أنكرني

ولمن يعرفني جدّ نطق

لا أبيع الناس عرضي إنني

لو أبيع العرض منّي لنفق

كان من المؤيدين لتوليه يزيد العهد بالخلافة من قبل أبيه الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وقد أنشد في ذلك قصيدة في حضور أشراف بني أمية، منها:

فإن أمير المؤمنين يزيد   إذا المنبر الغربي خلاّه ربه

وافق ما قاله هوى بني أمية، ووصله معاوية ومن بعده يزيد على ذلك، وأجزلا صلته، وكذلك فعل زياد بن أبيه والي العراق، ومنحه مالًا وأرضًا حين ضرب القحط العراق، ولما مات زياد سنة 53 هـ حوالي 673م رثاه مسكين بقوله:

جهاراً حين ودّعنا زياد     رأيت زيادة الإسلام ولّت

وسبب ذلك تبادل للهجاء مع الفرزدق.

قصة ذات الخمار الأسود:

للدارمي أبيات مشهورة حول امرأة جميلة ترتدي خمارًا أسودًا، وقصتها أن تاجرًا يبيع خُمُرًا من العراق قد باع جميع خُمُره إلاّ السوداء منها، فلجأ إلى الدارمي المشهور بالعبادة، والتنسّك، فأمره أن يذيع في الناس هذه الأبيات:

قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِ الأسودِ             ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ

قَد كان شَمَّرَ للصلاةِ إزارَهُ                  حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ المَسجدِ

رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصيامَهُ                  لا تَقتُليهِ بِحَقِّ دِينِ مُحَمَّدِ

 

فشاع بين الناس أن الدارمي قد ترك الزهد، وعشق صاحبة الخمار الأسود، لذلك تنافست النساء لشراء الخُمُر السود حتى نفدت من البائع.

المصدر: الموسوعة الحرة ويكيبيديا

للمزيد عن الدارمي اضغط هــنــــا

 ومن روائعه ما قدمه من نصائح في الحذر من مصاحبة الأحمق فيقول:

اتقِ الأحمق أَن تصحبه

                     إِنَّما الأَحمق كالثوب الخلق

كُلما رقعت منه جانباً

                       حرّكته الريح وهناً فانخرق

أَو كصدع في زجاج فاحش

                          هَل ترى صدع زجاج متفق

وَإِذا جالسته في مجلسٍ

                     أَفسد المجلس منه بالخرق

وإِذا نهنهته كي يرعوي

                زاد جهلا وَتَمادى في الحمق

واذا الفاحش لاقى فاحشاً

                 فهناكم وافق الشن الطبق

إِنَّما الفحش ومن يعتاده

                كَغُراب السوء ما شاء نعق

أَو حمار السوء إِن أَشبعته

               رمح الناس وان جاع نهق

وَغلام السوء إِن جوَّعته

      سرق الجار وان يشبع فسق

أَو كغيري رفعت من ذيلها

            ثم أَرخته ضراطاً فانمزق

أَيُّها السائل عما قد مَضى

       هَل جديد مثل ملبوس خلق

أَنا مسكين لمن انكرني

                                                    ولمن يعرفني جد نطق  

لا أَبيع الناس عرضي إِنَّني

            لَو أَبيع الناس عرضي لنفق

يحذر من صاحبة الأحمق؛ فهو كالثوب البالي  كلما رقعت جزءًا منه حركته فانخرق مرة أخرى من ضعفه، أو كالزج المكسور لا يتجمع أبدًا، وإذا شاركته مجلسًا أفسد المجلس بكلامه السيئ، وإذا نصحته ليكف عن الأذى؛ فلا يسكت أبدًا، وإذا التقى بأحدٍ مثله انسجم معه، وفيه صفات الغراب الأسود، وحمار السوء، والعبد السارق سيده.  


للمزيد من شعر مسكين الدارمي اذهب إلى 

موسوعة الديوان الشعرية


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-