من روائع الشعر الفصيح
ـ شعراء صدر الإسلام
ـ الخنساء (المصدر ويكيبيديا)
الخنساء هي: تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية، الشهيرة بالخنساء، 575)م - 24 هـ (/ 645م، صحابية وشاعرة، أدركت الجاهلية والإسلام وأسلمت، واشتهرت برثائها لأخويها صخر ومعاوية اللذين قتلا في الجاهلية، ولُقبت بالخنساء بسبب ارتفاع أرنبتي أنفها.
· هي: أم عمرو تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد وهو عمرو بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. من آل الشريد من سادات وأشراف العرب وملوك قبيلة بني سليم في الجاهلية.
كما اعتز النبي محمد
لمعرفة المزيد عن الخنساء ـ اضغط هنا
أَبِنتُ صَخرٍ تِلكُما الباكِيَة
لا باكِيَ اللَيلَةَ إِلّا هِيَه
أَودى أَبو حَسّانَ واحَسرَتا
وَكانَ صَخرٌ مَلِكُ العالِيَه
وَيلايَ ما أُرحَمُ وَيلاً لِيَه
إِذ رَفَعَ الصَوتَ النَدى الناعِيَه
كَذَّبتُ بِالحَقِّ وَقَد رابَني
حَتّى عَلَت أَبياتُنا الواعِيَه
تصدر الشاعرة صرخة ألم مستفهمة عن صاحبة البكاء في تلك الليلة، وهذا تساؤل العارف المتأكد من جوابه؛ لأنه لا أحد على الإطلاق يحق له البكاء تلك الليلة إلا صاحبة الفجيعة ابنة صخر، فقد كان عظيما ، لكن الشاعرة تخبر أنها لم تصدق خبر موته.
يتساءل البعض عن اختلاف رثاء الخنساء لصخر عن رثائها لمعاوية الذي قُتِل قبله، رغم أن معاوية كان أخًا شقيقًا لها بينما صخر كان أخًا لأب لا فقط، والسر في ذلك يظهر في قولها:
بِالسَيِّدِ الحُلوِ الأَمينِ الَّذي يَعصِمُنا في السَنَةِ العادِيَه
فهو سيد حلو أمين والأهم من ذلك الكرم الشديد، فالبيئة العربية كانت تتعرض للجفاف والفقر الشديد، والكرماء لا يظهرون إلا عندما يقل المطر، ويسود الجفاف والقحط، وكما يُروى أن زوج الشاعرة كان مِتلافًا للمال، فيأتي صخر ليعوض عجز وتهور ابن عمه وصهره فيشطر ماله شطرين، ويعطي أخته نصف ماله، ويتكرر هذا الأمر مرة أخرى؛ فيحميهم جود صخر من السنين العاديات.
لَكِنَّ بَعضَ القَومِ هَيّابَةٌ
في القَومِ لا تَغبِطُهُ البادِيَه
لا يَنطِقُ العُرفَ وَلا يَلحَنُ
العَزفَ وَلا يَنفُذُ بِالغازِيَه
إِن تُنصَبِ القِدرُ لَدى بَيتِهِ
فَغَيرُها يَحتَضِرُ الجادِيَه
لَكِن أَخي أَروَعُ ذو مِرَّةٍ
مِن مِثلِهِ تَستَرفِدُ الباغِيَه
لا يَنطِقُ النُكرَ لَدى حُرَّةٍ
يَبتارُ خالي الهَمِّ في الغاوِيَه
إِنَّ أَخي لَيسَ بِتَرعِيَّةٍ
نِكسٍ هَواءِ القَلبِ ذي ماشِيَه
عَطّافُهُ أَبيَضُ ذو رَونَقٍ
كَالرَجعِ في المُدجِنَةِ السارِيَه
فَوقَ حَثيثِ الشَدِّ ذو مَيعَةٍ
يَقدُمُ أولى العُصَبِ الماضِيَه
لا خَيرَ في عَيشٍ وَإِن سَرَّنا
وَالدَهرُ لا تَبقى لَهُ باقِيَه
كُلُّ اِمرِئٍ سُرَّ بِهِ أَهلُهُ
سَوفَ يُرى يَوماً عَلى ناحِيَه
يا مَن يَرى مِن قَومِنا فارِساً
في الخَيلِ إِذ تَعدو بِهِ الضافِيَه
تَحتَكَ كَبداءٌ كُمَيتٌ كَما
أُدرِجَ ثَوبُ اليُمنَةِ الطاوِيَه
إِذ لُحِقَت مِن خَلفِها تَدَّعي
مِثلَ سَوامِ الرَجُلِ الغادِيَه
يَكفَأُها بِالطَعنِ فيها كَما
ثَلَّمَ باقي جَبوَةِ الجابِيَه
تَهوي إِذا أُرسِلنَ مِن مَنهَلٍ
مِثلَ عُقابِ الدُجنَةِ الداجِيَه
عارِضُ سَحماءَ رُدَينِيَّةٍ
كَالنارِ فيها آلَةٌ ماضِيَه
أَشرَبَها القَينُ لَدى سَنَّها
فَصارَ فيها الحُمَةُ القاضِيَه
أَنّى لَنا إِذ فاتَنا مِثلُهُ
لِلخَيلِ إِذ جالَت وَلِلعادِيَه
أُقسِمُ لا يَقعُدُ في بَلدَةٍ
نائِيَةٍ عَن أَهلِهِ قاصِيَه
فَأَقصَدُ السَيرِ عَلى وَجهِهِ
لَم يَنهَهُ الناهي وَلا الناهِيَه
إنه صاحب صفات عظيمة قلما تواجدت في كثير من الناس من القوة والشجاعة والفروسية والتفوق على الجميع في كل شيء.
ومن روائعها أيضًا: