نونية ابن القيم في وصف الجنة 1ـ النونية لابن قيم الجوزية ـ وصف الجنة لابن القيم من النونية الكافية الشافية/ الأستاذ/ إبراهيم ماضي

نونية ابن القيم في وصف الجنة 1ـ النونية لابن قيم الجوزية  ـ وصف الجنة لابن القيم من النونية الكافية الشافية/ الأستاذ/ إبراهيم ماضي

 

نونية ابن القيم في وصف الجنة

النونية لابن قيم الجوزية

وصف الجنة لابن القيم من النونية الكافية الشافية

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل الخلق نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد
    إن قصيدة النونية لابن القيم - رحمه الله تعالى - من أروع القصائد التي أبدعها الشعراء، ولاسيما ما اشتملت عليه من معانٍ سامية، فهي الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية التي انتصر فيها لعقيدة السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ، ورد فيها ردًا مؤثرًا على مخالفيهم، ونقض حججهم حجة تلو حجة، وكشف شبهاتهم وضلالاتهم.
ولقد بين الناظم - رحمه الله تعالى- عقيدة السلف، وتَوسَّع في ذكر أصولها، ورد بدعها كما ذكر أهل العلم، ثم تحدث عن وصف الجنة وأبوابها ومفاتيح تلك الأبواب واستفاض في ذلك بأبيات في قمة الإبداع؛ وتغنى المنشدون والقراء المبدعون بتلك الأبيات التي تحرك المشاعر وتحبب المسلم في الإقبال على الطاعة لنيل تلك الجنة التي "طابت وطاب نعيمها"؛ لذلك آثرت أن أعرض أبيات تلك النونية في وصف على الجنة من خلال صفحات مدونتي المتواضعة، وأردت أن أعرضها نصًا مكتوبًا في حلقات ليسهل قراءتها، لمن أراد أن يستفيد منها لقلة نصوصها المكتوبة، وسرت في تقسيمها إلى فصول على نهج كتاب "شرح أبيات الجنة من نونية ابن القيم" تأليف / أبي المعالي محمود شكري الحسيني البغدادي ـ رحمه الله تعالى ـ ،والله أسأل أن يجعل عملي هذا خالصًا لوجه الله وأن يرزقنا جميعا وأهلينا الفردوس الأعلى من الجنة.
أولا: التعريف بابن القيم: المصدر ( ويكيبيديا ـ الموسوعة الحرة)
 (ابن ـ قيم ـ الجوزية https://ar.wikipedia.org/wiki/ )
  أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي (691هـ - 751هـ/1292م - 1350مالمشهور باسم "ابن قيّم الجوزيةأو "ابن القيّم". هو فقيه ومحدّث ومفسَر وعالم مسلم مجتهد وواحد من أبرز أئمّة المذهب الحنبلي في النصف الأول من القرن الثامن الهجرينشأ ابن القيم حنبليّ المذهب؛ فقد كان والده "أبو بكر بن أيوب الزرعيقيّماً على "المدرسة الجوزية الحنبلية"،(1وعندما شبَّ واتّصل بشيخه ابن تيميّة حصل تحوّل بحياته العلمية، فأصبح لا يلتزم في آرائه وفتاويه بما جاء في المذهب الحنبلي إلا عن اقتناع وموافقة الدليل من الكتاب والسنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف، ولهذا يعتبره العلماء أحد المجتهدين.
وُلد ابن القيم سنة 691 هـ المُوافِقة لسنة 1292م، فنشأ في مدينة دمشق، واتجه لطلب العلم في سن مبكرة، فأخذ عن عدد كبير من الشيوخ في مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية، وقد كان ابن تيمية أحد أبرز شيوخه، حيث التقى به في سنة 712هـ/1313 م، فلازمه حتى وفاته في سنة 728هـ/1328 م، فأخذ عنه علماً جمّاً واتسع مذهبُه ونصرَه وهذّبَ كتبه، وقد كانت مدة ملازمته له سبعة عشر عاماً تقريباً. وقد تولى ابن قيم الجوزية الإمامة في "المدرسة الجوزية"، والتدريس في "المدرسة الصدرية" في سنة 743هـ.
سُجن ابن القيم مع ابن تيمية في شهر شعبان سنة 726هـ/1326م بسبب إنكاره لشدّ الرحال لزيارة القبور، وأوذي بسبب هذا، فقد ضُرب بالدرة وشُهِّر به على حمار. وأفرج عنه في يوم 20 ذو الحجة سنة 728هـ وكان ذلك بعد وفاة ابن تيمية بمدة. ويذكر المؤرخون أنه قد جرت له مشاكل مع القضاة منها في شهر ربيع الأول سنة 746هـ بسبب فتواه بجواز إجراء السباق بين الخيل بغير مُحَلِّل. وكذلك حصلت له مشاكل مع القضاة بسبب فتواه بمسألة أن الطلاق الثلاث بكلمة واحدة يقع طلقة واحدة. وتوفي في 13 رجب سنة 751هـ وعمره ستون سنة، ودُفن بمقبرة الباب الصغير بدمشق.
سار ابن القيم على نهج شيخه ابن تيمية في العقيدة، كما كان له آراء خاصة في الفقه وأصوله ومصطلح الحديث وغير ذلك من المسائل. واشتهر بمؤلفاته في العقيدة والفقه والتفسير والتزكية والنحو بالإضافة إلى القصائد الشعرية.
كان لابن قيم الجوزية تأثير كبير في عصره، فيشير المؤرخون إلى أخْذ الكثيرين العلمَ على يديه. وكذلك برز أثره إلى جانب شيخه ابن تيمية في أماكن متفرقة من العالم الإسلامي في وقت لاحق، فكانت حركة محمد بن عبد الوهاب التي ظهرت في القرن الثاني عشر الهجري امتداداً لدعوة ابن تيمية، وكان محمد بن عبد الوهاب يعتني اعتناء كاملًا بكتبه وكتب ابن القيم، وكذلك الحال بالنسبة لمحمد رشيد رضاوفي شبه القارة الهندية برز أثر كتبهما أيضاً في عديد من طلبة العلم ونُشرت كتبهما على أيدي العلماء هناك.

الفصل الأول
فيما أعد الله تعالى في الجنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة


1يا خاطبَ الحور الحسان وطالبًالوصالهنَّ بجنــــــة الحيوانِ
2لو كنتَ تدري من خطبتَ ومن طلبـتَ بذلتَ ما تحوي من الأثمانِ
3أو كنتَ تدري أين مسكنُها جعلــتَ السعيَ منك لها على الأجفانِ
4و لقد وصفتُ طريقَ مسكنِها فإنْرُمتَ الوصالَ فلا تکن بالواني
5أسرِعْ وحُثَّ السيرِ جهدك إنَّمامسراك هذا ساعــــةٌ لزمانِ
6فاعشق وحدِّث بالوصال النفسَ وابــذل مهرَها ما دُمت ذا إمكانِ
7واجعل صيامَك قبل لُقياها ویوم الوصل يوم الفطر من رمضانِ
8واجعل نُعُوتَ جمالها الحادي وسرتلقَى المخاوف وهي ذات أمانِ
9لا يُلهينَّــــــك منزلٌ لعــــبتَ بهأيدي البلی مُنْ سالفِ الأزمانِ
10فلقد تَرَحَّـــــــلَ عنه كلُّ مسرةٍوتبدلت بالــــــهم والأحــــــزانِ
11سجنٌ يضيقُ بصاحب الإيمان لــكن جنَّةُ المأوى لذي الكفرانِ
12سكانُها أهلُ الجهالةِ والبطالةِ والسفاهةِ أنجسُ السكانِ
13وألذُّهم عيشًا فأجهلهم لحقالله ثم حقــــــــائق القـــــرآنِ
14عَمُرت بهم هذي الديار وأقفرتمنهم ربوعُ العلم والإيمــــــانِ
15قد آثروا الدنيا ولذةَ عيشها الــفاني على الجنات والرضوانِ
16صَحِبوا الأماني وابتُلوا بحظوظِهمورَضُوا بكل مذلَّةٍ وهـــــوانِ
17کدحًا وكدًّا لا يُفتَّر عنهــــــــمُما فيه من غــــمٍّ ومن أحزانِ
18والله لو شاهدت هاتيك الصدور رأيتها كمراجــــل النيــــرانِ
19ووقودها الشهواتُ والحسرات والـآلام لا تخبو مدى الأزمـــــانِ
20أبدانُهم أجداث هاتيك النفوس اللاء قدر قُبِرت مــع الأبدانِ
21أرواحُهم في وحشةٍ وجُسُومُهمفي كدحها لا في رضى الرحمنِ
22هربوا من الرِقِّ الذي خلقوا لهقبلوا برقِّ النفسِ والشيطانِ
23لا ترضَ ما اختاروه هُم لنُفُوسهمفقد ارتضوا بالذُّلِ والحرمانِ
24لو ساوتِ الدنيا جناحَ بعوضةٍلم يَسقِ منها الربُّ ذا الكفرانِ
25لكنَّها ـ والله ـ أحقرُ عندهمِنْ ذا الجناحِ القاصرِ الطيرانِ
26و لقد تولَّتْ بعدُ عن أصحابهافالسعد منها حلَّ في الدَّبَـرَانِ
27لا يُرتجى منها الوفاء لِصَبِّهاأين الوفــــا من غــادرٍ خوَّانِ؟
28طُبِعْت على كدرٍ فكيف ينالُهاصفوٌ أهذا قَـــــطُّ في يفعلِ؟
29يا عاشق الدنيا تأهَّب للذيقَدْ نَالَه العُشَّاقُ كــــلَّ زمانِ
30أو ما سمعتَ بل رأيتَ مصارعَ الــعُشَّاقِ من شيبٍ ومن شبانِ
تعليقات