أسلوب التعجب ـ شروط الفعل المراد التعجب منه ـ إعراب المتعجب منه

 

أسلوب التعجب ـ شروط الفعل المراد التعجب منه ـ إعراب المتعجب منه

       للتدريب إليكترونيًا على أسلوب التعجب (اذكر الله، ثم اضغــــط هنا)

أسلوب التعجب

   هو تعبير يهدف إلى إظهار الشعور بالتعجب والدهشة عند استحسان شيء أو استقباح شيء.

أنواع التعجب:

   التعجب إما أن يكون سماعيا يُفهم من سياق الكلام ولفظ الجملة، وهذا لا يُقاس عليه، وإما أن يكون قياسيا يأتي على وزن معين لا يخرج عنه.

أولا: التعجب السماعي:
1ـ قال تعالى: " كيف تكفرون بالله! وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم"
2ـ كانت العرب تقول: لله دَرُّه فارسا!
3ـ إلى متى يظل العرب متفرقين!
ـ الشرح:
ـ بتأمل الأمثلة السابقة نلاحظ أنها من التعجب السماعي الذي لا يأتي على وزن معين؛ ففي المثال الأول يتعجب المولى ـ سبحانه وتعالى ـ من كفر المشركين مع علمهم بأن الله سبحانه خلقهم من العدم، وأنه سوف يميتهم عند انقضاء آجالهم، ثم يحييهم يوم القيامة مرة أخرى.  
ـ وفي الثانييتعجب العرب من فروسية شخص.
ـ وفي الثالثيتعجب من استمرار فرقة العرب.

ثانيا: التعجب القياسي:

1ـ ما أحسن التفاؤل!
2ـ أحسِن بالتفاؤل!

الشرح:
ـ بتأمل المثالين السابقين نلاحظ أنهما يمثلان صيغتي التعجب القياسي الذي ينحصر في وزنين اثنين فقط هما:
1 ـ"ما أَفْعَلَه!" و هي مركبة من (ما) التعجبية، و فعل التعجب ويكون على وزن (أفعل)، ومعنى الجملة الأولى [شيء عظيم حسَّن التفاؤل].
2ـ "أَفْعِل به!"  وهي مركبة من (فعل التعجب) ويكون على وزن "أَفْعِل" بكسر العين، يليه حرف الجر الزائد (الباء) بعده مجرور.
ـ بعد إحدى الصيغتين السابقتين يأتي المتعجب منه، وهو كلمة (التفاؤل) في المثالين السابقين.

ـ كيفية إعراب صيغتي التعجب في المثالين السابقين:
ـ ما أَحْسَن التفاؤل!
·         ما: نكرة تامة بمعنى شيء عظيم، مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
·         أَحْسَن: فعل ماضٍ جامد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو عائد على (ما التعجبية).
·         التفاؤل: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ (ما التعجبية).
ـ أَحْسِنْ بالتفاؤل!
·         أَحْسِنْ: فعل ماضٍ جامد جاء على صورة الأمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
·         بالتفاؤل: الباء حرف جر زائد مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
·         التفاؤل: فاعل مرفوع وعلامة رفعة الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (فاعل مجرور لفظا مرفوع محلا).
ـ شروط الفعل الذي يُصاغ منه فعل التعجب:
هي شروط سبعة جمعها ابن مالك في قوله:
وصُغهما من ذي ثلاثٍ صُرِّفا 
        قابلِ فَضْلٍ تَمَّ غَيْرِ ذي انْتِفَا
وغيرِ ذي وصفٍ يُضاهي أَشْهَلا   
            وغيرِ سالكٍ سبيلَ فُعِلا
ـ فيُشترط في الفعل الماضي أن يكون: [ثلاثيا ـ متصرفا ـ قابلا للتفاوت ـ مبنيا للمعلوم ـ تاما ـ مثبتا ـ ليس الوصف منه على وزن (أفعل) الذي مؤنثه (فعلاء)].

 وتوضيح تلك الشروط كما يلي:
الأولأن يكون ثلاثيا فلا يُصاغان مما زاد عليه مثل زخرف وانتصر واستفهم.
الثانيأن يكون متصرفا فلا يُصاغان من فعل جامد (غير متصرف) مثل نعم وبئس وعسى.
الثالثأن يكون معناه قابلا للتفاوت فلا يُصاغان من مات وفنى وهلك وغرق ونحوها إذ لا تفاوت ولا مفاضلة فيها لشيء على شيء.
       (القابل للتفاوت هو الذي يختلف بين الأشياء كما أو كيفا أي في الكمية أو الكيفية أو القياس)
 الرابـــــعأن يكون تاما وهو ما يكتفي بمرفوعه وليس من الأفعال الناقصة التي تحتاج اسما وخبرا مثل كان وأخواتها.
الخامسأن يكون مثبتا أي ليس منفيا مثل: ما عاش من عاش لنفسه.
السادسأن يكون مبنيا للمعلوم وليس مبنيا للمجهول مثل قيل أو يُباع.
السابعألا يكون الوصف منه على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء أي ليس من الأفعال الدالة على الألوان كزرق فهو أزرق ومؤنثه زرقاء أو الدالة على العيوب كعور فهو أعور ومؤنثه عوراء.
* أما الأفعال مثل (حَسُنَ) فيُصاغان منه لأن الوصف منه (أحسن) ومؤنثه (حسنى)، وكذلك مثل ( كرم) لأن الوصف منه (أكرم) ومؤنثه (كريمة).
* * كيفية التعجب مما فقد شرطا من الشروط (لم يستوفِ الشروط):
إذا أردنا التعجب مما لم يستوفِ الشروط لجأنا إلى التعجب منه بالطريق غير المباشرة كما يلي:
أولا: إذا كان الفعل غير ثلاثي أو ناقصا أو الوصف منه على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء .
مثل: انطلق (غير الثلاثي) ـ كان (ناقص) ـ حَمُر (مؤنثه حمراء).
1ـ نأتي بفعل مساعد تتوافر فيه الشروط مثل [كثر ـ شدَّ ـ جمل ..].
2ـ نأتي بأفعل من هذا الفعل فنقول [أكثر ـ أشدَّ ـ أجمل ..].
3ـ نأتي بمصدر الفعل غير المستوفي للشروط صريحا مثل [انطلاق ـ كون ـ حمرة] أو مؤولا (أن + المضارع) مثل [أن ينطلق ـ أن يكون ـ أن يحمر].
ـ فعند التعجب من كل فعل من الأفعال السابقة نجد أن لدينا أربع جمل.
 ـ نقول من (انطلق):

أـ ما أكثر انطلاق الشائعات الضارة!       [ما أفعله! مع المصدر الصريح]
ب ـ ما أكثر أن تنطلق الشائعات الضارة!  [ما أفعله! مع المصدر المؤول]
ج ـ أكثر بانطلاق الشائعات الضارة!       [أفعِل به! مع المصدر الصريح]
د ـ أكثر بأن تنطلق الشائعات الضارة!  [أفعِل به! مع المصدر المؤول]
ـ ونقول من (كان):
أـ ما أجمل كون الصدق منجيا!
ب ـ ما أجمل أن يكون الصدق منجيا!
ج ـ أجمِل بكون الصدق منجيا!
دـ أجمِل بأن يكون الصدق منجيا!
ـ و نقول من (حمر):
أـ ما أشد حمرة الشفق! [ما أفعله! مع المصدر الصريح]
ب ـ ما أشد أن يحمر الورد! [ما أفعله! مع المصدر المؤول]
ج ـ أشدد بحمرةِ الشفق! [أفعِل به! مع المصدر الصريح]
دـ أشدد بأن يحمر الشفق! [أفعِل به! مع المصدر المؤول]
ـ نموذج إعرابي:
أـ ما أكثر انطلاق الشائعات الضارة!
·         مانكرة تامة بمعنى شيء، مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
·         أَكثر فعل ماضٍ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو عائد على (ما).
·         انطلاقمفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ (ما).
·         الشائعاتمضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
·         الضارةنعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
دـ أشدد بأن يحمر الشفق!
·         أَشدد : فعل ماضٍ جاء على صورة الأمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
·         بأنالباء حرف جر زائد مبني لا محل له من الإعراب.
·         أنحرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
·         يحمرفعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
والمصدر المؤول في محل رفع فاعل.
·         الشفقفاعل للفعل (يحمر) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
ثانيا: إذا كان الفعل منفيا أو مبنيا للمجهول:
مثل (ما فاز) منفي ـ أو (كُوْفِئ) مبني للمجهول.

1ـ نأتي بفعل مساعد تتوافر فيه الشروط مثل [عظم ـ ولي ـ جدر ـ قبح ..].
2ـ نأتي بأفعل من هذا الفعل فنقول [أعظم ـ أولى ـ أجدر ـ أقبح ـ ...].
3ـ نأتي بمصدر الفعل غير المستوفي للشروط مؤولا (أن + المضارع) كما سبق.
ـ فعند التعجب من كل فعل من الأفعال السابقة نجد أن لدينا جملتين فقط.

 نقول من (ما فاز):
أ ـ ما أقبح أن لا يفوز المُجِد!  ثم ندغم (أن) في (لا) فتصبح الجملة.
ـ ما أقبح ألَّا يفوز المجد!  [ما أفعله مع المصدر المؤول].
ب ـ أقبح بألَّا يفوز المجد! [أفعل به مع المصدر المؤول].
ـ ونقول من (كُوْفِئ)
أ ـ ما أعْظَم أن يُكافأ المتفوقون! [ما أفعله مع المصدر المؤول].
ب ـ أجْدِر بأن يُكافَأ المتفوقون! [أفعل به مع المصدر المؤول].
* * يجوز أن يُصَاع (أفعل) التعجب من الفعل المستوفي للشروط بطريقة الفعل المساعد، وكأنه فقد شرطا من الشروط.
فالفعل (صدق) يُصاغ منه أفعل التعجب بالطريقة المباشرة وغير المباشرة فنقول:
أـ ما أصدق المسلم!    ـ ما أجمل صدق المسلم!
ب ـ أصدِق بالمسلم!   ـ أجمِل بأن يصدق المسلم!
أحكام أخرى للتعجب:
1ـ يجوز حذف المتعجب منه، إذا دل دليل على المحذوف، كما في قوله تعالى: "أسمِع بهم وأبصِر" والتقدير أي "أبصِر بهم".
2ـ لا يتقدم المتعجب منه على فعل التعجب لأنهما فعلان جامدان فلا يجوز أن نقول: (النجاح ما أروع).
3ـ  لا يُفصل بين ما التعجبية وفعل التعجب بالمتعجب منه، فلا يجوز أن نقول: ما الصبر أجمل!
4ـ يجوز أن تُزاد كان بين ما التعجبية وفعل التعجب؛ ولذلك لا تحتاج إلى اسم وخبر لأنها زائدة، فيجوز أن نقول: ما كان أحوجنا إلى التفاهم!
5ـ لا يجوز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه إلا بالجار والمجرور، أو الظرف، أو النداء:
  قول عمرو بن معد يكرب:
لله در بني سليم ما أحسن في الهيجاء لقاءَها!
ـ وقول علي كرم الله وجهه وقد مر بعمار فمسح التراب عن وجهه:
 أعزز على أبا اليقظان أن أراك صريعا مجدلا!
 ومما ورد منه من النظم قول بعض الصحابة رضي الله عنهم:
- وقال نبي المسلمين تقدموا ... وأحبب إلينا أن تكون المقدما
ملاحظة:
ـ إذا كان الجار والمجرور متعلقين بالمتعجب منه لم يجز الفصل:
ـ فعندما نقول: ما أَفضل الفائز بالجائزةوما أطيب الهواء صباحا!
ـ لا يجوز أن نقول: ما أفضل بالجائزة الفائز. ولا ما أطيب صباحا الهواء.
5ـ يصح حذف حرف الجر الزائد الباء من صيغة (أفعل به) إذا كان المجرور مصدرا مؤولا من (أن والمضارع)؛ فنقول: أكرم أن تتفوق!
ـ أو كان المجرور مصدرا مؤولا من (أنَّ واسمها وخبرها) فنقول: أجمل أنك متفوق!

------------------------------------------------------------------------------
للتدريب إليكترونيًا على أسلوب التعجب (اذكر الله، ثم اضغــــط هنا)
===========================================
المراجع والمصادر:
1ـ شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك.
2ـ النحو الموجز (المكملات) ـ شعبان صلاح


3ـ الموسوعة النحوية والصرفية الميسرة ـ أبوبكر علي عبد العليم

اقـــــرأ لنــــا أيـضًـــــــــــــا
1المثنى وما يُلحق به ـ شروط تثنية الاسم ـ إعراب المثنى ـ الملحق بالمثنى
2الاسم الممدود ـ أنواع همزة الممدود ـ كيفية تثنية الممدود وجمعه جمعا سالما
3الاسم المنقوص ـ إعراب المنقوص ـ تثنية المنقوص وجمعه جمعا سالما
4الاسم المقصور ـ ما المقصور؟ ـ تثنية المقصور وجمعه جمعا سالما
5لا النافية للجنس ـ استعمالات "لا"ـ شروط عمل لا ـ أحوال اسم لا ـ ملاحظات حول "لا"
6أسماء الأفعال ـ أقسام أسماء الأفعال ـ إعراب أسماء الأفعال
7أسلوب الاستثناء ـ المستثنى بإلا ـ المستثنى بـ(غير ـ سوى) ـ (خلا ـ عدا ـ حاشا)
8أسلوب الاختصاص ـ أنواع المختص ـ إعراب المختص
9أسلوب التعجب ـ شروط الفعل المراد التعجب منه ـ إعراب المتعجب منه
10الامتحان الإليكتروني الشامل ـ في اللغة العربية ـ امتحان تفاعلي شامل ـ طبقا للمنهج المعدل ـ للفصل الدراسي الثاني 2020
11إعراب أدوات الاستفهام (الجدول الرابع) " ماذا "ـ كيف تعرب أدوات الاستفهام بدون أخطاء؟
12الامتحان الإليكتروني الأول ـ في اللغة العربية ـ للصف الأول الثانوي ـ الفصل الدراسي الثاني ـ امتحان تفاعلي شامل
13الامتحان الإليكتروني الأول في اللغة العربية للصف الثاني الثانوي الفصل الدراسي الثاني امتحان تفاعلي شامل
14من روائع الشعر الفصيح ـ ومضات من ديوان الإمام الشافعي (قافية الهمزة)
15النماذج الاسترشادية لامتحانات ‏الفصل الدراسي الأول للصفين الأول والثاني الثانوي العام
16تدريبات بلاغية شاملة طبقا للنظام الجديد2020ـ التدريب الأول
17إعراب أدوات الاستفهام (الجدول الثالث) " ما "ـ كيف تعرب أدوات الاستفهام بدون أخطاء
18من روائع الشعر العربي الفصيح ـ ابوالعتاهية
19الامتحان الإليكتروني الثاني للصف الثاني الثانوي ـ امتحان تفاعلي لغة عربية ثانية ثانوي 2020
20من ثوابت الإعراب ـ الحال ـ إعرابات ثابتة في النحو
21الامتحان الإليكتروني الأول في اللغة العربية للصف الثاني الثانوي للفصل الدراسي الأول 2019
22من روائع الشعر الفصيح ـ أبو القاسم الشابي ـ أفضل ما قاله شعراء العرب
23إعراب أدوات الاستفهام (الجدول الأول) ـ كيف تعرب أدوات الاستفهام بدون أخطاء؟
24الامتحان الإليكتروني الأول في اللغة العربية للصف الثاني الثانوي للفصل الدراسي الأول 2019
25إعراب أدوات الاستفهام (الجدول الثاني) ـ كيف تعرب أدوات الاستفهام بدون خطأ

تعليقات