من روائع الشعر الفصيح
من الشعر المرموق في الخليفة الفاروق
أولًا: قصيدة حافظ إبراهيم: وهي المسماة بالقصيدة العمرية:
| حَسبُ القَوافي وحَسبي حين أُلْقيها | أَنِّي إلى ساحَةِ الفاروقِ أُهْدِيها |
|---|---|
| لا هُمَّ، هَبْ لي بياناً أستَعينُ به | على قضاءِ حُقوقٍ نامَ قاضِيها |
| قد نازَعَتني نَفسي أن أوَفِّيَها | وليس في طَوقِ مِثلي أنْ يُوَفِّيها |
| فمُرْ سَرِيَّ المَعاني أنْ يُواتيَني | فيها فإنِّي ضَعيفُ الحالِ واهيها |
| مَولَى المُغيرَةِ، لا جادَتكَ غاديَة | من رَحمَةِ اللـهِ ما جادَتْ غَواديها |
| مزَّقتَ منه أديماً حَشُوه هِمَمٌ | في ذِمّةِ اللـهِ عاليها وماضِيها |
| طَعَنْتَ خاصِرَةَ الفاروقِ مُنتَقِماً | من الحَنيفَةِ في أعلى مَجاليها |
| فأصبَحَتْ دولةُ الإسلامِ حائرةً | تَشكُو الوَجيعةَ لمّا ماتَ آسيها |
| مَضى وخَلَّفَها كالطَّودِ راسِخَةً | وزانَ بالعَدلِ والتَّقوَى مَغانيها |
| تَنبُو المَعاوِلُ عنها وهيَ قائِمَةٌ | والـهادِمُون كثيرٌ في نواحيها |
| حتى إذا ما تَوَلاّها مُهَدِّمُها | صاحَ الزَّوَالُ بها فاندَكَّ عاليها |
| واهاً على دَولةٍ بالأمسِ قد مَلأَت | جَوانِبَ الشَّرقِ رَغداً من أياديها |
| كم ظَلَّلَتْها وحاطَتْها بأجنحةٍ | عن أعينِ الدَّهرِ قد كانت تُواريها |
| مِنَ العِنايةِ قد رِيشَتْ قَوادِمُها | ومن صَميم التُّقى رِيشَتْ خَوافيها |
| واللـهِ ما غالَها قِدْماً وكادَ لـها | واجتَثَّ دَوْحَتَها إِلاّ مَوالِيها |
| لو أنّها في صَميم العُرب قد بَقِيَتْ | لمّا نَعاها على الأيّام ناعِيها |
| يا ليتَهُم سَمعُوا ما قالـه عُمَرٌ | والرُّوحُ قد بَلَغَتْ منه تَراقِيها |
| لا تُكْثِرُوا من مَواليكُم فإنّ لـهم | مَطامِعاً بَسَماتُ الضَّعفِ تُخفيها |
