في القدس ـ الشاعر محمود درويش

 

في القدس ـ الشاعر محمود درويش

في القدس، أَعني داخل السُّور القديم
أسيرُ من زَمَنٍ إلى زنِ بلا ذكرى
تُصوِّبوني. الأنبياء هناك يقتسمون
تاريخَ المقدَّس... يصعدون إلى السماء
وما أقلّ إحباطاً وحزناً، فالمحبّةُ
والسلام مُقَدَّسَان وقادمان إلى المدينة.
كنت أمشي فوق مُنْحَدَرٍ وأَهْجِسُ: كيف
تتراوح الرُّواةُ عن كلام الضوء في حَجَرٍ؟
أَمِنْ حَجَر شحيح يدل على الحروبُ؟
أسير في نومي. أَحمل في منامي. لا
لا أحد يرى أحداً وريراً. لا ترى أحدا.
كل ضوء هذا لي. امشي. لا. أطيرُ
ثم أَصير غيري في التجَلِّي. تنبُتُ
الكلمات كالأعشاب من فم أشعيا
النِّبَويِّ: ((إنْ لم تُؤْمنوا لن تَأْمَنُوا)).
أمشي كأنِّي واحدٌ غيْري. وجُرْحي وَرْدَةٌ
إنجيليَّةٌ. ويداي مثل حمامتَيْنِ
على الصليب تُحلِّقان وتحملان الأرضَ.
لا أمشي، أطيرُ، أَصيرُ غَيْري في
التجلِّي. لا مكان ولا زمان . فمن انا؟
أنا لا أنا في حضرة المعراج. لكنِّي
أُفكِّرُ: وَحْدَهُ، كان النبيّ محمدٌ
يتكلّمُ العربيّةُ الفُصْحَى. ((وماذا بعد؟))
ماذا بعد؟ صاحت عند واحدةٌ:
هُوَ أَنتَ ساً؟ ألم أَقتلْكَ؟
قلت: قَتَلْتني... ونسيتُ، مثلك، أن أَموت.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-